يستدعي منتخب مصر ذكريات انتصاراته على الكاميرون في 2008 حين يلتقي الفراعنة بالأسود في صراع على مقعد بالمربع الذهبي من كأس أمم إفريقيا 2010.
ويدخل أبناء المدرب حسن شحاتة مواجهة الكاميرون ولهم اليد العليا على الأسود، في ظل نتائج الطرفين خلال مرحلة المجموعات، والمواجهات الأخيرة بين البلدين.
فجمع منتخب مصر تسع نقاط بنسبة نجاح كاملة في مرحلة المجموعات، على عكس الكاميرون التي تأهلت في المركز الثاني بعد حسابات معقدة مع زامبيا والجابون.
وفيما يخص المواجهات المباشرة، فازت مصر في آخر مباراتين خلال 2008، الأولى برباعية في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة، والثانية بهدف في النهائي.
وهذه الأرقام مع حقيقة أن منتخب مصر حامل لقب آخر نسختين من البطولة، انعكست على تصريحات نجوم الكاميرون المحترفين في أكبر أندية العالم.
فقال قائد الأسود إيتو وملهم الفريق: "لمصر أمة كروية عظيمة، ويجب على الجميع الحذر مما يمكنهم تحقيقه في هذه البطولة".
وتبدو الثقة جلية على الجهاز الفني لمصر عكس النسختين الماضيتين والسبب بحسب شوقي غريب المدرب العام أن "طريقة الوصول لدور الثمانية أفضل هذه المرة".
وتابع "فزنا في المباريات الثلاث التي خضناها وظهرنا بمستوى طيب، ويسود في المعسكر تفاؤلا وثقة بأن الكاميرون ستكون بوابة مصر نحو اللقب الثالث".
وما يرفع حالة الثقة المصرية، كم الأخطاء الكارثية التي يرتكبها خط دفاع الكاميرون من قبل أن تبدأ كأس الأمم، ويلعب دور البطولة فيها المخضرم ريجوبير سونج.
فتسبب سونج في هدفين سكنا شباك فريقه خلال ثلاث مباريات، فيما أحرز بديله أورولين شيديجو بالخطأ في مرمى بلاده أمام تونس.
كما فشل نيتاب جيرمي في إغلاق الجبهة اليمنى دفاعيا، وسجل منتخب زامبيا هدفه الأول في شباك الأسود بسبب المساحات الفارغة خلف لاعب نيوكاسل يونايتد.
الحذر مطلوبلكن الثقة المصرية لا تخلو من الحذر، مؤكدا غريب "مباريات هذا الدور لا تعترف بالتوقعات، علينا الاستعداد بشكل جيد لأن الكاميرون تملك منتخبا قويا".
وبخلاف قوة الكاميرون، خاصة عناصر الهجوم بقيادة إيتو وممادو إدريسو وأشيلي ويبو، يعقد الأسود العزم على الانتقام من الفراعنة، ما أكده جيرمي في تصريحاته.
ولذا قرر المعلم الاعتماد على هاني سعيد كليبرو في خط الدفاع لتأمين الحماية الكافية لمرمى عصام الحضري، ومعه يضمن الصخرة وائل جمعة موقعه.
وربما شحاتة يدرس عدم الدفع بمحمود فتح الله، واستبداله بالمعتصم سالم، بعدما تكررت أخطاء لاعب الزمالك في مباريات الفراعنة الثلاث.
كما لم يحسم شحاتة بعد هوية رفيق حسني عبد ربه في المنتصف، إذ قد يدفع بأحمد فتحي جوار عبد ربه في حين يشارك أحمد المحمدي كظهير أيمن.
وربما يلجأ المدير الفني الوطني لحسام غالي في وسط الملعب، ويجلس المحمدي المعروف بنزعته الهجومية على الدكة مجددا.
بينما استقر شحاتة على تسعة في التشكيل الأساسي اعتادوا تمثيل الفراعنة في المباريات الكبيرة، ويتقدمهم القائد أحمد حسن، الذي يلعب مباراة خاصة يوم الاثنين.
ينتظر حسن اللحظة التي يطلق فيها حكم المباراة جون دامون صافرته معلنا بدايتها، ليرتقي الصقر المصري إلى درجة عميد لاعبي مصر.
ويقف لاعب الأهلي على قدم المساواة مع حسام حسن في الرقم القياسي الخاص بعدد المشاركات بقميص مصر برصيد 169، ويعبر الصقر هذا الحاجز أمام الكاميرون.
وأبدى حسن فخره بالرقم القياسي "يمثل لي لقب العميد دفعة معنوية وحافز لتحقيق الهدف الأهم والأسمى وهو كأس البطولة".
وشهد الصقر سنوات السيطرة المصرية على الكاميرون والتي تبلغ أربعة أعوام، إذ قاد الفريق لإسقاط الأسود في القاهرة بثلاثية ثم حرم رفاق إيتو من بلوغ كأس العالم 2006، وأخيرا تواجد في مباراتي بطولة 2008.
وفي مباراة مصر والكاميرون بدور الثمانية من "أنجولا 2010" سيكون على حسن الوقوف أمام الأسود الساعية للانتقام.
ويقدم حسن بطولة رائعة للآن، ومثلما رفع كأس أمم إفريقيا 2008 في غانا، مطالب الآن بالدفاع عن لقب الفراعنة في أنجولا 2010.